تخيل معي عالمًا افتراضيًا حيث تُباع معلوماتك الشخصية مثل السلع في سوق مظلم، تُعرض بأسعار زهيدة على شاشات سوداء وراء ظلال الإنترنت. إنه عالم قاتم بعض الشيء، لكنه حقيقي للغاية، وكما يقول المثل، “لا يوجد شيء مجاني في هذه الحياة،” وخصوصيتنا عبر الإنترنت ليست استثناءً.
قمة جبل الجليد: تم تحليل 6 ملايين بطاقة مسروقة
في عالمنا الرقمي الذي لا يهدأ، يتم اختراق البيانات، ويتم سرقة بطاقات الائتمان، وتُباع معلوماتنا الشخصية بسعر بخس.
البحث عن قمة جبل الجليد
تُظهر الأبحاث أن غالبية البطاقات المسروقة تأتي مع بعض المعلومات الشخصية على الأقل، مثل العنوان أو رقم الهاتف أو عنوان البريد الإلكتروني.
كيف يتم الحصول على هذه المعلومات؟
يتم الحصول على هذه المعلومات بطرق متعددة، بعضها بسيط مثل سرقة بطاقات الائتمان من المحلات التجارية أو استخدام أدوات “القرصنة” للوصول إلى معلوماتك.
لكن، قد يكون الأمر أخطر بكثير من ذلك!
فقد يتم الحصول على هذه المعلومات من خلال هجمات التصيد الاحتيالي المعقدة، أو من خلال اختراقات البيانات الكبيرة، التي تؤثر على شركات كبيرة و صغيرة، وتُخفي تفاصيل شخصية قيمة يمكن استخدامها في العديد من المجالات.
الولايات المتحدة: أرض الفرص… للأشرار أيضًا
أكثر من نصف سجلات بطاقات الائتمان المسروقة التي تم تحليلها جاءت من الولايات المتحدة، وعلى الأرجح بسبب المعدلات العالية لقرصنة البطاقات، وعدد السكان الكبير، والاقتصاد القوي.
ولكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة المستهدفة.
قائمة المخاطر: من مالطا إلى روسيا
لقد اعتمد باحثو NordVPN على هذه البيانات لحساب المخاطر التي تشكلها سرقة بطاقات الائتمان والهجمات الإلكترونية ذات الصلة على المقيمين في 98 دولة.
تتصدر مالطا وأستراليا ونيوزيلندا قمة قائمة المخاطر، حيث حلّت الولايات المتحدة في المرتبة الخامسة.
من ناحية أخرى، سجلت روسيا أدنى درجة للمخاطر وكانت الصين في المرتبة الثالثة من الأخير.
هل يعني هذا أن روسيا والصين بعيدة عن مخاطر سرقة البيانات؟
لا، بل قد يعني أن التقنيات المستخدمة في هذه الدول لا تزال غير متطورة، أو أن مراكز البيانات الموجودة في هاتين الدولتين لا تثير نفس القدر من الاهتمام بالنسبة للمجرمين.
البوتات: أداة جديدة للشر
لقد أصبح استخدام البوتات الرقمية شائعًا على نحو متزايد،
ولكن، لا تخدم جميع البوتات النوايا الحسنة.
هناك بوتات خبيثة تُستخدم في سرقة البيانات، حيث تُقدم كخدمة عملاء مزيفة للوصول إلى المعلومات الشخصية أو كإعلانات مزيفة للوصول إلى بيانات حساباتك.
ما الذي يمكنك فعله لحماية نفسك؟
- احرص على عدم النقر على روابط مجهولة المصدر.
- تحقق من أمان البرامج المثبتة على جهازك.
- استخدم كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب.
- استخدم برامج مكافحة الفيروسات والحماية من البرامج الضارة.
- تجنب استخدام شبكات الواي فاي العامة غير الآمنة.
- احرص على تحديث برامجك بانتظام.
قد يكون الأمر صعبًا، لكنه ليس مستحيلًا.
في النهاية، يجب أن يكون لدينا جميعًا وعي بأهمية حماية معلوماتنا الشخصية.
يمكننا جميعًا أن نلعب دورًا في مكافحة الجرائم الإلكترونية، من خلال الحرص على حماية أنفسنا وعبر نشر التوعية حول مخاطر الجريمة السيبرانية.